المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢١

6-7 دولمة.. و خبز عروق

صورة
  6-7 دولمة.. و خبز عروق في (آب 1981) ملأنا انا و(فريدي) استمارات التقديم لإختبار ال(MRCP Part1)والتي قام بالتوقيع عليها الدكتور (سلطان) حيث قام بالتأييد بان كل منا قد اكمل مدة ثمانية عشر شهراً كطبيب بعد التخرج كما يؤكد فيه اهليتنا لإجتياز ذلك الإمتحان. بعد بضع ايام جائت كل منا رسالة من (الكلية الملكية البريطانية للطب الباطني) تحتوي على (الرقم الإمتحاني) الذي يؤهلنا للجلوس في الإمتحان والذي كان موعده بعد وصول الرسالة بإسبوعين. حان وقت إختبارنا, وهو الجزء النظري من الإمتحان والمتكون من ثلاثمائة اختيار موزعة على ستين سؤالاً تشمل جميع فروع الطب الباطني بما فيها الامراض العصبية والمفاصل والجلدية والإحصاء الطبي, ورقة الإجابة متكونه من مربعات وكذلك الإسم والرقم الامتحاني! و يجب تظليل الإجابة الصحيحة بقلم الرصاص ( HP2), فحتى في ذلك الوقت المبكر من عام (1981), كان التصحيح فورياً بواسطة الحاسوب. كان المركز الامتحاني في (لندن), أيقظت ابنتي منذ الفجر, والبستها ملابسها وهي نائمة, وفي ظلام الليل خرجنا الى محطة القطار, اصطحبتها معي وهي تحمل أوراق الرسم و(أقلام التلوين),

6-6 حب من طرف واحد

صورة
  6-6 حب من طرف واح      اللقاء بالدكتور(زياد الدهنه) كان من اجمل الصدف.. فهو انسان لطيف جداً.. مرح وصاحب نكتة, شخص متدين وملتزم.. كانت معه زوجته وابنه (طارق) وابنته (ضحى), يسكن  في احدى المجمعات  التي بنتها الدولة البريطانية للعوائل المتعففة ( The Hunslet ). صرنا نذهب انا وهو في عطلة  منتصف الأسبوع الى مسجد صغير هو عبارة عن بيت من طابقين يلتقي فيه كل الطلاب المصلين من العراقيين والسوريين وبعض  السودانيين. وبما أن (زياد) كان عنده الكثير من وقت الفراغ! فقد كان يقود في بعض الأحيان  السيارة ال(فان van) التابعة للمسجد الى مجزرة  (برادفورد) حيث سمحوا للمسلمين بالذبح على الطريقة الاسلامية يومين في  الأسبوع (رغم اعتراض بعض المتشددين بحجة الرفق بالحيوان), وكان يجلب  اللحم والخضار والبقالة  للحانوت الخيري الملحق بالمسجد والذي كانت ارباحه تنفق في دفع إيجار وفواتير المسجد.  في بداية تموز 1981 ابتدأ شهر (رمضان),  وبسبب (طرد) الطبيب النيجيري  كانت (خفاراتي) بين يوم وآخر, وكان لدي  وقت كافٍ للدراسة في غرفتي في (دار الأطباء),  وقت الإفطار كان بعد الساعة العاشرة ليلاً بينما السحور في الثانية بعد منتصف

6-5 هل أطفالك.. من زوجة واحدة؟

صورة
  6-5 هل أطفالك.. من زوجة واحدة؟ تحدثت في المقال السابق عن السلطة المطلقة لل (سستر) في الردهات! وكيف انها اصرت على (إيقاف طبيب) عن العمل لانه تفوه بكلمات لاتليق أمامها!, أما الحادث الآخر فكان على النقيض من ذلك تماماً. إذ أن صاحبي (الغاني) الطيب (فريدي), وفي إحدى خفارته تم استدعاؤه بعد منتصف الليل, بعد ان تردت حالة إحدى المريضات التي مضى على رقودها في المستشفى عدة أشهر (Long stay patient) وبعد ان فحصها وجد تنفسها مضطرباُ لكونها مصابة بـ (وذمة الرئةPulmonary edema) (امتلاء حويصلات الرئة بالسوائل) نتيجة عجز القلب, فطلب من الممرضة ان تسحب له (بالسرنجة) مادة (مدررة) (فروسمايد) كي يزرقها بالوريد, في نفس ذلك الوقت كانت ممرضة أخرى تحضّر السائل المغذي لمريضة ثانية مصابة (بحموضة السكري) وتحتاج الى مغذي ماء ملحي ووضع ابرة من (البوتاسيوم) في كيس المغذي. حصل التباس وزودته الممرضة ب (سرنجة) (البوتاسيوم) عوضاً عن (المدرر)!, وما ان زرقها في وريد المريضة حتى انتفضت مرتين او ثلاث ثم ماتت فوراً!.. صاح (فريدي) بالممرضة سائلاً عن نوع السائل الذي كان في (السرنجة), واكتشف فوراً الخطأ الذي حصل

6-4 ملاك من السماء.. اسمه (فريدي)

صورة
  6-4 ملاك من السماء.. اسمه (فريدي) انتهى الإنتظار بعد أن تمت (مقابلة) كل واحد منا لبضع دقائق وتفحصوا إضبارته وسألوه عن وضعه الشخصي والمستشفيات والأماكن التي عمل فيها, وما مشاريعه للمستقبل..الخ, ثم جاءت الفتاة مبتسمة, نظرت في وجهي, ونادت بإسمي وهي تقول: "دكتور سامي سلمان.. مبروك.. انت قبلت للوظيفة"! واعتذرت من بقية المرشحين! وطلبت منهم مراجعتها في مكتبها كي تدفع لهم أجور مواصلاتهم وتكاليف مجيئهم!. ثم قالت لي: " أن الأخصائي يريد ان يجلس معك الآن"! بعدها حملت أوراقها وغادرت المستشفى. عدت الى غرفة المقابلة ثانية حيث كان الأخصائي واقفاً في انتظاري ثم بادرني بقوله: " كيف تحب أن تشرب قهوتك؟" أجبت وأنا مذهول: "بالحليب والسكّر.. من فضلك!" قام بسكب القهوة بنفسه لي وله, من وعاء حافظ للحرارة .. كان قصيراً, انيقاً جداً, شعره مصفف بعناية, في حوالي الأربعين من عمره, كانت تلك اول مرة انتبه لإسمه (MA Sultan), (سلطان)! عرفت بعد شهور ان (MA) تعني (محمد علي)! بادرني بالقول "لابد انك مندهش انني اخترتك للوظيفة"! اجبت: "نع

6-3 حذار من.. التفاؤل

صورة
  6-3 حذار من.. التفاؤل اكثر الاشخاص تقرباً مني كان الدكتور (مايك  مارتن) وهو يعمل بصفة (مسجل  أقدم Senior Registrar) للبروفيسور رايت, كما كانت  هناك شابة شديدة الشقار كما لو كانت مصابة  بالبهاق  التام, اسمها (فيرا نيومان) عرفت فيما بعد  أنها (يهودية) تعمل في القسم على بحث الدكتوراه في الطب (Medical Doctorate MD), كان هذان الاثنان لصيقين بي ويبديان الكثير من التعاطف  والود. بعد عودتي  من امتحان البلاب ببضعة  أيام وصلتني رسالة في بريد الدرجة الاولى من (المجلس الطبي البريطاني General Medical Council GMC), تهنئني بنجاحي في امتحان المعادلة من اول محاولة لي بذلك! في اليوم الذي استلمت رسالة (النجاح) كان عندي (اجتماعاً سريرياً) في (مركز بحوث الروماتيزم), وهناك التقيت بالطبيبة اليهودية (فيرا نيومان), وعندما اخبرتها بأنني قد نجحت في إمتحان ال(بلابPLAB), قالت لي -بالبرود الإنجليزي المعروف- وبدون اي تردد: "نحن كنا واثقين, أنك سوف تنجح!"   الشقة رقم (2) تقع  في واجهة الطابق الأرضي من نفس المبنى الذي نشغله, وكنت أرى الطبيب الساكن فيها أثناء خروجي ودخولي شقتي البارده, لكني كنت دوماً اراه

6-2 الدنيا… امتحانات

صورة
  6-2 الدنيا… امتحانات كانت زوجتي راقدة  في  المستشفى ومعي إبنتي الصغيرة  في المدينة التي سكّناها  منذ بضعة أيام فقط.. وأمامي امتحان قد يستغرق ثلاثة أيام, في مدينة تبعد خمس ساعات بالسيارة! ثم هدتني حيرتي الى رفع سماعة الهاتف والاتصال ب(لندن).. اتصلت بصديقة العائلة الدكتورة (إلهام خطاب) التي تقيم في سكن أحد  مستشفيات (لندن) وكانت تحضّر لإمتحان الاختصاص في الأمراض النفسية, واخبرتها بما حصل, وتطوعت تلك الإنسانة الرائعة, ان تأتي فوراً الى (ليدز) لتقيم في بيتي لرعاية ابنتي وزوجتي أثناء حضوري الإمتحان والذي قد يستغرق ثلاثة أيام. الدكتورة (الهام) هي من نفس  دورتي (لكن خريجة طب الموصل), عملنا  معاً أثناء إقامتي الدورية  في  مدينة الطب وكانت نعم الزميلة,  كما صادف أن عملت معها زوجتي طبيبة الأسنان أثناء خدمتها في الأرياف في  قضاء (بيجي), لذا فهي صديقة مشتركة لي ولزوجتي.. بعد  وصول  الدكتورة (الهام)  استقبلتها وسلمتها ابنتي وغادرت بالقطار الى (كلاسكو) حيث سكنت في أحد الفنادق و كان يعج  بالشباب الهنود الذين قدموا لأداء نفس الإمتحان.. صباح يوم الامتحان وفي المبنى القديم ل  (كلية الأطباء ال

6-1 شكراً للص... لسرقته حقيبتي

صورة
  6-1 شكراً للص... لسرقته حقيبتي   في 28/ 12/ 1980 كنا في المكتب الفخم ل ( الخطوط الجوية العراقية) في شارع (الشانزيليزيه) قرب (قوس النصر).  في انتظار إصدار التذاكر, رحلة مفردة (باريس-لندن), جلست أفكر في زوجتي والسر الذي احمله في طيات قلبي!..سراً كنت قد أخفيته عن  زوجتي منذ مجيئي لمقابلة بروفيسور (رايت) والحصول على القبول في  دراسة المفاصل..  فعندما جئت ليدز قبل ثلاثة أشهر, ارعبتني الإعلانات في كل زاوية من زوايا محطة القطار, والشوارع و المستشفى تحتوي العبارات التالية (سفاح يوركشاير ما زال طليقاً.. ايتها الموظفات..  ايتها الممرضات.. لا تغادرن في الليل الا ان كنتن في مجموعة,  لا تمشين في الأماكن المظلمة.. إن  كنت لوحدك وانتهت خفارتك ليلاً فإتصلي بالشرطة أو بأمن المستشفى  الذي سيقوم  بتوصيلك  الى بيتك!.. عرفت من الصحف في وقتها ان السفاح الطليق قد قتل  13 ثلاثة عشر امرأة بطريقة وحشية باستعمال مطرقة او مفك (درنفيس), وكان  قد ابتدأ مهنته كسفاح, باستدراج  المومسات وقتلهن, لكنه تطور فيما بعد الى قتل ممرضات المستشفيات  والى قتل الفتيات من كل الأعمار والمهن!.. شرطة (يوركشاير)  قد أنفقت لحد ذلك  ا