المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٠

2-7 مستشفى طوارئ الرصافة

صورة
        2-7 مستشفى طوارئ الرصافة  أ.د.  سامي سلمان           حملت حاجياتي في حقيبتي الصغيرة في بداية شتاء 1973 وأخذت كتاب (الانفكاك) من (مستشفى الحميات) و ارفقته بكتاب (مديرية الامور الطبية) وركبت سيارة الأجرة إلى مستشفى (طوارئ الرصافة) الواقع في (منطقة العلوية) مقابل مستشفى (العلوية للولادة) الحالي,  للتدريب على (الجراحة العامة), (وقد تغير اسم المستشفى فيما بعد إلى مستشفى الواسطي). سجلت مباشرتي عند شعبة الافراد وتعرفت على (رئيس المقيمين), بحثت عن طبيب مقيم أقدم كنت قد صادفته سابقاً, أثناء وجودي في مستشفى (الحميات), وعرفت فيه انساناً رائعاً وهو المقيم الاقدم الدكتور (صباح حسن) (المرحوم صباح حسن كان في طريقه الى الدوام في المستشفى اثناء الغارات الامريكية على بغداد في 2003 وتم قتله من قبل القوات الامريكية رحمه الله واسكنه فسيح جناته).    مستشفى (الطوارئ) كان حديث البناء  وضمن أفضل المواصفات الدولية, شتان مابينه وبين  (مستشفى الحميات), ذلك المستشفى البالي المتهالك الذي جئت منه!. (دار الاطباء) الجديد كان جميلاً ونظيفاً وكل طبيب له غرفته الخاصة, وضعت حاجياتي القليلة في غرفتي الجديدة في (ا

2-7 الحجيّ راضي ومستشفى الحميّات !

صورة
  2-7 الحجيّ راضي ومستشفى الحميّات !  أ.د.  سامي سلمان              في نفس ذلك الوقت الذي كنت أستمتع بالتدرب في مستشفى الحميات, كانت هناك حملة وطنية لمحو الامّية, تلك الحملة الواسعة التي شملت العراق من اقصى جنوبه لأبعد نقطة في شماله.. وطبعاً شملت تلك الحملة بعض عمال ومنتسبي مستشفى الحميّات.        كانت احدى الغرف المتروكة من المستشفى والتي كانت تستعمل كمخزن للأثاث المستعمل,  قد تم تجهيزها بال(رحلات المدرسية) والسبورة السوداء والطباشير و حوّلت الى صف دراسي. ومن ثم  تم تكليف إحدى المعلمات الشابات للمجئ  يومياً للتدريس ساعة أو ساعتين  يومياً.   وكنت أراقب عمّال المستشفى من معينات ومعينين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة وهم متوجهون نحو الصف متأبطين  كتبهم و دفاترهم.. كان منظرهم يبعث البهجة والسرور في نفسي فهم يذكروني بطلاب الصف الأشقياء في مسلسل (تحت موس الحلاق).. حجي راضي..عبوسي.. أبو ضوية.. ابو فارس ابو الكبة!. والرسالة  التي وصلت من الهند الى أم ضوية من إبنها والذي تبرع مشكوراً بقراءتها على طريقته وترجمها من العربية الى الهندية بأسلوب فكه ممتع..      الرجل الخمسيني (ابو حسين)

2-6 مستشفى الحميّات.. رعب في بغداد.. وجلسات سمر

صورة
    2-6 مستشفى  الحميّات..رغب في بغداد.. وجلسات سمر  أ.د.  سامي سلمان              في تلك الاشهر من صيف عام 1973 مرّ العراق بأحداث خطيرة. فبعد مدة من تواجدنا في (مستشفى الحميات) دخَلتَ بغداد كلها بحالة من الفزع و الرعب الجماعي والهستريا العامة بسبب ذلك السفّاح الطليق وانتقاله من منطقة الى اخرى بجرائمه البشعة التي ارعبت العوائل العراقية وقضت مضاجعهم, ومما زاد الأمر سوءاً ان وسائل الاعلام العراقية  صورته (عمداً أو غباءً), انه يمتلك قدرات خارقة على اقتحام البيوت و تسلق اسوارها وقتل أصحابها بطرق وحشّية لم يسبق لها مثيل, و أسموه (ابو طبر) فهو يقتل باستعمال (الطبر- البلطة).         وأصيبت بغداد بحالة من الرعب والهلع اقض مضاجع أهلهاو  وصار الأهالي في جميع محلات بغداد يتناوبون على الخفارات دون ان يناموا طوال الليل, خوفاً من تسلل ذلك السفّاح!. وأعلنت الحكومة إيقاف الطيران من وإلى بغداد و(حظر التجوال) لمدة يومين لتفتيش البيوت بحثاً عن أدلّة تمكنهم من القبض عليه. كما قامت الحكومة بطلب العون من بعض الدول الأوربية للنصح وإيجاد الطرق للبحث والقاء القبض على  السفاح (أبو طبر).        أهلي كباقي ا

2-5 م الحميات (إخدم نفسك.. بنفسك)

صورة
2-5   م الحميات (إخدم نفسك.. بنفسك)    أ.د.  سامي سلمان     عندما كنت أضع نفسي في مقارنة مع زميلي المقيم الدوري الثاني (م) اجدني أختلف كثيراً فيما يتعلق بحبي وإخلاصي لمهنتي..أحسها تجري في عروقي مجرى الدم... وامارسها بإخلاص وشغف لا حدود لهما, فأنا أهتم بمرضاي كأنهم أهلي وخاصتي.. ربما أختلف عن الكثيرين من زملاء المهنة في تعلقي ورغبتي في الإبداع وتعلم كل ماله علاقة بتلك المهنة..   كنت مثلاً لا أقوم بالتوقيع على (شهادة وفاة) مريض, (وكان يتوفى عندنا واحداً أو إثنان كل يوم!), إلاّ بعد أن أذهب و أعاينه بنفسي, وأقوم بكل الإجراءات الرسمية للتأكد من وفاته, حتى إن اقتضى ذلك مغادرة دفء ومتعة فراشي في الثانية بعد منتصف الليل أو الثالثة صباحاً وفي عز نومي بعد نهار متعب. أما  زميلي فكان يضع توقيعه على استمارة (شهادة الوفاة) (التي تكون الممرضة الخفر قد ملأت جميع خاناتها), وهو مستلقٍ في فراشه دون أن يكلّف نفسه النهوض من فراشه والتضحية بنومته الهانئة, ودون أدنى شعور بالمسؤولية تجاه الموت والميت!, وفي احدى المرّات كان المريض والذي قد وقّع زميلي له (شهادة الوفاة) في حالة غيبوبة ولم يكن ميتاً! وعندما

2-4 مستشفى الحميّات وتعلم السباحة!

صورة
  2-4 تعلم السباحة في مستشفى الحميّات  أ.د.  سامي سلمان          في حزيران 1973 تخرجت من كلية طب بغداد, وتم توزيع الخريجين على مستشفيات بغداد اولاً حسب درجات المعدّل العام, ثم تليها المحافظات. مستشفيات (بغداد) كانت حصتها الستين الاوائل من مجموع المئتين وثلاثين الذين تخرجوا ذلك العام.   ولحسن حظي فإن إسمي كان ضمن الستين الأوائل الذين تم توزيعهم في بغداد. استلمت الكتاب الرسمي من (مديرية الخدمات الطبية) في وزارة الصحة الذي ينص على كوني قد صرت ألآن وبصورة رسمية (طبيباً).        (طبيب دوري) هي الدرجة التي نبدأ فيها مهنتنا الطبية الحقيقية. كلمة (دوري) تعني ان علينا ان نتنقل للتدريب على أربعة أنواع من   الإختصاصات خلال سنة واحدة, كل واحد منها لمدة ثلاثة أشهر. وهي (الباطنية) و (الجراحة) و (النسائية والتوليد) ثم ثلاثة أشهر نقضيها في واحدة من إختصاصات متفرقة تعرف ب(الفرعيات).       الكتاب الذي إستلمته كان ينص على أن تكون إقامتي الأولى في (مستشفى الحميّات) ويجب   أن اباشر في اليوم التالي لإستلام كتاب المديرية. سألت عن هذ المستشفى أين يقع؟ أخبروني في (تل محمد)! سئلت أين (تل محمد) هذا؟ ا