المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٠

5-4 كيف تسرق مصرفاً!

صورة
5-4 كيف تسرق مصرفاً!       بعد حادثة المناقشة الحادة والشجار(الثقافي), صار الأفريقي (مانويل) صديقي الثاني بسبب  ثقافته العالية.. وصرنا نتناول طعام غدائنا نحن الثلاثة أنا و(مورا) و(مانويل) يومياً سوية في (مطعم الطلبة فيربوا Restau U Vert Bois) القريب, وكنا ندخل دوماً بأحاديث شيقة وحوارات فكرية ناضجة, محاولين ان تكون جميع نقاشاتنا  باللغة الفرنسية, ولكن النفس (الأمارة بالسوء) كانت تغرينا احياناً بالتحدث باللغة  التي نحسنها.. الإنكليزية!.        في (كورس اللغة العلمية) كانت هناك مدرسّة شابة جميلة لا يمكن ان انساها, فبعكس زملائها الذين كانوا يستخفون ويستهزئون من العرب والإسلام بشكل مباشر وغير مباشر, تلك المدرسة كانت من أشد المدافعات عن (تعدد الزوجات عند المسلمين)! وكانت تخرج عن نصوص الدرس لتحدثنا عن إيمانها المطلق أن (تعدد الزوجات) هو الحل الأمثل للحفاظ  على تماسك المجتمع من التفكك وعلى نظام الاسرة من الانهيار! اعجبت كثيراً بجرأة تلك المدرسة الشابة الجميلة والتي كانت تتلقى هجوماً واعتراضات شديدة على طروحاتها تلك, من بقية زملائي الطلاب!        بعد حوالي الشهر من دورة (اللغة العلمية) طلب ا

5-3 جدتّي الفرنسية.. (ميمي)

صورة
  5-3 جدتّي الفرنسية.. (ميمي) تعلمت الكثير من مفردات الفرنسية من ابنتي الصغيرة ذات العامين وقد اتقنتها من الحضانة بلفظ سليم افضل من نطقي بالتأكيد, حين كنا في مطار باريس كنا في طريقنا لزيارة بغداد, كنت اجد الفرنسيين يطيرون فرحاً وهم يسمعون ابنتي السمراء العربية تخاطبهم ب (لهجة أهل الجنوب accent du midi) المحببة  الى نفوسهم! وكانوا يغدقون عليها بأنواع الحلوى والعلكة بمجرد  سماعهم لكلماتها!..     أثناء عودتي بحافلة النقل العام كانت ابنتي (مروة) ذات السنتين جالسة جنبي وتتحدث معي بما تعلمته من مفردات فرنسية في (الحضانة).وفي احدى المرات دخلت سيدة فرنسية على الخط.. كان عمرها يتجاوز السبعين عاماً اخرجت حلوى من حقيبتها واخذت تتبادل الحوار مع ابنتي! ثم بعض حديث المجاملة معي.. استمر الحوار بيننا لأكثر من ربع ساعة وكنت فخوراً بنفسي وبقدراتي على التحدث  بالفرنسية, حتى وجدت احدهم ينغزني من كتفي وهو يقول باللغة العربية وبلهجة خليجية:  "الأخ.. عراقي؟" استدرت أنظر إليه.. كان شاباً اسمراً في نفس عمري.. أجبته : "نعم.. كيف عرفت اني عراقي؟" أجابته التي صدمتني كانت:  "لاني سمعتك تتح

صدمات حضارية في فرنسا 5-2

صورة
  صدمات حضارية في فرنسا 5-2 أول صدمة حضارية واجهتني في (مونبلييه) كانت... الكلاب!!.. الكلاب أكثر من البشر! عندما يعيش رجل لوحده فهو يربى كلباً ليؤنسه. وعندما تعيش امرأة لوحدها تربي كلباً يحميها, وعندما يعيش  رجل وامرأة ولا يرغبان بتربية طفل فإنهما يربيان كلباً يكلمانه ويعاملانه كما لو كان طفلاً, وعندما ترزق عائلة بطفل فإنها تربي كلباً ليؤنس طفلهما.. في جميع الأحوال سيكون عند الفرنسيين.. كلب! ترى كلابهم تتجول على الارصفة والشوارع والحدائق والشواطئ! اينما تذهب  تجد الكلاب تنتظرك!, تدخل العمارة فيسبقك كلب بحجم الأسد, تصعد حافلة فتجد كلباً بحجم النمر في انتظارك! في ممرات العمارة التي أسكنها وفي الساحات.. ثم وفي كثير من الأحيان لا يأبه بعض (عديمي الضمير) الى (رفع مخلفات) كلابهم, فتجد هناك (براز الكلاب) مزروع  في كل مكان, وبعد الأمطار يسبب ذلك البراز التزحلق, فيجب ,واينما تسير أن يكون نظرك الى الأمام ثم الى الأرض!! زميلي الذي جاء بزمالة من (القيادة القومية) (المتزوج من رومانية) وجاء بها بتزوير أوراق رسمية, كان سيدخل مع ابنته ذات الأعوام الأربعة الى مصعد عمارتنا حيث كان يسكن في اليومين ال

5-1 يا أطباء العالم ..إتحدوا

صورة
  5-1 يا أطباء العالم ..إتحدوا كما سبق قد ذكرت اني وصلت الى فرنسا في 17 من الشهر الاول من 1979 كانت الدنيا مقلوبة والاخبار جميعاً تتحدث عن عودة (آية الله خميني) الى ايران من البيت الذي كان يشغله في (ضواحي باريس) تحت الحماية والرعاية الفرنسية. وكانت الصحف تكتب في صفحاتها الأولى أنباء (انتصار الثورة) في إيران و(هروب الشاه)!. وصلت الى مدينة (مونبلييه) على البحر المتوسط في اقصى جنوب فرنسا حيث ستكون دراستي للغة الفرنسية اولاً يتبعها الاختصاص في الطب بعدها بسبعة أشهر.  قضيت ثلاثة ايام في الفندق (اوتيل دو باليهOtel De Palais) (فندق القصر), وبعدها كنت ادور في سيارة احد العراقيين النجباء (رسول حربي الزبيدي) (رحمه الله وأدخله فسيح جناته) ذلك الانسان الرائع الذي كان يساعد جميع العراقيين القادمين الى هذه المدينة بكل صدق وإخلاص ونكران ذات, وكانت شقته مضيفاً, رغم صغرها, لكل من يصل مونبلييه وليس لديه سكن! فيسكن عنده اسبوعين اوثلاثه حتى يجد السكن المناسب!.  وجد لي (رسول أبو آيات) في اليوم التالي لوصولي, شقة في حي (لاباييادLa Paillade) في ضواحي (مونبلييه) كان سعرها مناسباُ وجميلة جداُ, من غرفتين في الط

4-6 لغة البلابل

صورة
  4-6 لغة البلابل        الكثيرون يستغربون كيف ذهبت الى (فرنسا) بل ولايصدقون انني اجيد اللغة الفرنسية!.          السبب هو أنني فوجئت في نهاية عام 1978 بكتاب من (وزارة الصحة) يرشّح كل من كان طبيباً مقيماً اقدماً واتّم أكثر من سنة اقامة قدمى في التدريب على المفاصل, الى اجازات دراسية عددها (عشر) للدراسة في أي بلد في العالم لمدة (سنتين) للحصول على (دبلوم) الاختصاص بالمفاصل والتأهيل. في ذلك الوقت وفي كل العراق لم يكن هناك من أكمل سنة تدريب إقامة قدمى, عدا اربعة او خمسة أشخاص!, أي أن عدد المقاعد كان ضعف عددنا! وان قبولنا هو تحصيل حاصل.      في ظهر ذلك اليوم عدت بسيارتي الجديدة ال(لادا) والتي لم يمض على استلامها إلا اسبوعاً واحداً! كنت مع زوجتي طبيبة الأسنان, التي كانت تعمل (معيدة) في كلية طب الأسنان المجاورة. كنت أشعر ببعض القلق لحظة إخبارها و لم أكن احزر ماذا سيكون رد فعلها عندما أخبرها بورود كتاب الترشيح للإجازة الدراسية ونحن في بداية حياتنا المهنية, ولم يمض كثيراً على تمتعنا ببعض المتنفس من التخلص من الديون والإستمتاع بحياة أكثر رفاهية  مما كنا عليه!. خشيت أن تقول لا! لن نغادر!.. الإ ان ر

4-5 الشيخة طاكة.. وحجي شابث

صورة
  4-5 الشيخة طاكة.. وحجي شابث حزيران 1977       بعد مباشرتي ب(معهد العلاج الطبيعي) حاولت بأقصى جهدي أن اعثر على وظيفة طبيب عام في (العيادات الشعبية), وكانت تلك  العيادات تابعة لمديرية خاصة ورغم مقابلتي و(واسطة) الى مدير عام العيادات الشعبية, إلا أنه اعتذر بأن هناك قائمة طويلة من الأطباء في  الانتظار الذي قد  يصل الى سنة! لأنها مرغوبة حيث تضمن لك ساعات عمل مريحة وراتب شهري ثابت من (تسعين) ديناراً مع نسبة من الوارد أن زاد عدد المرضى عن رقم معين.. وبذا باءت كل جهودي بالفشل..        البديل الوحيد صار أن أفتح عيادتي بنفسي, لكني كنت مرعوباً من آليات فتح العيادة؟ كيف تؤجر شقة؟ كيف اشتري و أنقل الأثاث؟ كيف أطبع (الراجيتات) وكيف.. وكيف.. أمور ترعبني لأنني  لم أكن (ابن سوق), ولا املك اي دراية كيف تتم   مثل هذه الأمور.        كنت قد صادقت أحد المعالجين والذي نسيت اسمه لكنه كان يلقب بال(سيّد) أظنه كان يكنىّ (ابو حسن).. أخبرته بأنني أرغب بفتح عيادة وبالسرعة  الممكنة! كان (السيّد) يملك مطبعة في شارع المتنبي بعد الدوام ومتخصص بطبع أوراق الوصفات الطبية (الراجيتات), وبذا فهو على تواصل مع العديد من الأط