المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠٢٠

2-19 (ديسكو) في مدرسة الطبابة العسكرية

صورة
  2-19 (ديسكو) في مدرسة الطبابة العسكرية     في كثير من الأحيان كنا نجد ان العرفاء لايقومون بإجراء التعداد في نهاية الدوام الرسمي, وعليه فقد  سولت لنا أنفسنا ان (نتسلل) قبل ان يحين الظهر وبعد الإنتهاء من التدريب, وتمت العملية بنجاح لعدة أيام.. ثم في أحد أيام الخميس تمت قراءة أسماء المتغيبين عن التعداد (العشوائي) الذي تم إجراؤه في وقت مبكر من ذلك اليوم!.. وصدر القرار الفوري.. جميع المتغيبين في السجن!      هكذا وجدت نفسي مع ثلاثين من خريجي دورتي او أكثر, في غرفة  لا تزيد مساحتها عن أي غرفة تسع لشخص واحد! كان فيها سرير حديدي واحد وضوء معلق في أعلى الغرفة وباب حديدي يقفل من الخارج بقفل كبير, وقف على بابها جندي يحرسها حاملاً بندقية روسية (سمينوف).    كان السجين الوحيد الذي وجدناه قبلنا في تلك الغرفة هو شاب (مضمّد),  يبدو أنه (جندي مكلف) على ملاك مدرسة الطبابة, وقد (فّر) من الخدمة العسكرية وأودع في (سجن المدرسة) بعد أن اُلقي القبض عليه.  كان شاباً طيباً سرعان ماصار صديقاً لنا -ومن الافضل له ان يصير!- لأن النسبة كانت (ثلاثين الى واحد) لصالحنا!. ثلاثين طبيباً.. وهو لوحده!.        حال دخو

2-18 جندي في الجيش العراقي

صورة
  2-18 جندي في الجيش العراقي  ا د سامي سلمان في أيلول 1974, وبعد  انتهاء الأشهر الثلاثة في (طب الأطفال)  بمستشفى الكرامة وبعد إتمام سنة كاملة من الإقامة الدورية, تم تزويدي  بكتاب إلى (مديرية تجنيد الكرخ) قرب (كراج العلاوي) الحالي ينبئهم بإنفكاكي من وزارة الصحة، حيث قام (عريف القلم) بإخراج بطاقتي لديهم والتي كتب عليها في كل سنة من السنين الستة السابقة (مؤجل من الخدمة العسكرية لكونه طالب في كلية الطب بموجب كتاب كلية الطب المرقم كذا). أمّا في هذه المرة فقد كتب (يسوق لزوال اعذاره) حيث تم تأشير التحاقي (بالخدمة العسكرية), وتم تزويدي بكتاب (بخط اليد) للإلتحاق ب(مدرسة الطبابة العسكرية).. (مدرسة الطبابة العسكرية) تقع في (معسكر الرشيد) بجوار  (مستشفى الرشيد العسكري), وفيها يتلقى (صنف الطبابة) من أطباء واطباء أسنان وصيادلة التدريبات العسكرية الأساسية (المشية العسكرية والى (يسار در واليمين در) وتفكيك وتنظيف وتركيب البندقية النصف آلية السمنوف), قبل التحاقهم بالوحدات العسكريّة الفعالة.  في أول  يوم  لنا  في  (مدرسة  الطبابة) تم تسليم كل واحد منا  بدلة عسكرية بنية اللون  من القماش  السميك, 

2- 17 أنا والعذاب وهواك

صورة
  ٢-١٦ أنا  والعذاب.. وهواك ا د سامي سلمان ما إن قضيت شهرين مستمرين كمقيم دوري في قسم (الأطفال) في مستشفى (الكرامة) وذلك في ربيع 1974 وتحت اشراف الاستشاري الرائع (محمود البحراني), حتى صرت ملمّاً بشكل جيد بمبادئ (طب الاطفال) وصرت اجلس في غرفة مجاورة للغرفة التي يشغلها (محمود البحراني) في العيادة الخارجية. وكان هناك عدداً كبيراً من الامهات اللواتي جلبن اطفالهن للمراجعة. كنت أشعر بالزهو ففي كثير من الأحيان صار عدد الذي يقفون على باب غرفتي يقارب العدد الذي يروم الدخول الى غرفة (محمود البحراني) وفي كثير من الأحيان كنا نستعين بالشرطة لمساعدتنا في السيطرة على العدد الهائل من الأمهات المراجعات بأطفالهن المرضى. علمني محمود البحراني كيف اجلس و منضدتي مباشرة على التصاق بسرير الفحص و بزاوية قائمة معه, وحينما أطلب من ألام وضع طفلها على سرير الفحص يكون بمقدوري وبدون مغادرة مقعدي أن أفحص الطفل بيدي أو بالسماعة,  و الإمساك بطوية من جلد بطن الطفل للتأكد من عدم وجود الجفاف. وبعد ان اكون قد فحصت عشرة اطفال يكون غطاء القطن الابيض الموضوع على السرير قد تبلل تماماً ببول الاطفال!. كل رضيع كنت افحصه كان يؤدي

2-16 دار اطباء مستشفى الكرامة

صورة
  ٢-١٦ دار أطباء مستشفى الكرامة (دار  أطباء مستشفى الكرامة) كان  فعلاً داراً منفصلاً  ومعزولاً  عن العيادة  الخارجية وكذلك عن باقي ابنية المستشفى.. حيث ان  مستشفى الكرامة  كان  عبارة عن ابنية منفصلة عن بعضها تفصلها ممرات وحدائق, وهذا ما  يجعله مسشتفى متميزاً.. أول ما يستقبلك  في (الدار) هو الموظفان المعينان للخدمة في  الدار. أحدهما  كنا نسميه (عبيچي) كان يستلم  مبلغ النثرية البسيط  المخصص  للأطباء  مقابل  توفير  وجبات  طعام  لذيذة جداً نتطلع  لتناولها بعد  نهاراتنا  وليالينا  المتعبة.  المعين  الثاني (نسيت اسمه) كان  يوفر  لنا  خدمة  غسيل  جميع ملابسنا وكيّها وترتيبها بشكل  انيق. وبما إنه يتقاضى مبلغاً مقطوعاً شهرياً عشرة دنانير  فقد كنا  نعطيه حتى الملابس الداخلية لغسلها  وكيّها ونستلمها وهي  مرتبة بشكل  أنيق  يليق بطبيب  في  م (الكرامة). أما المقيمين الأقدمين فأول ما اذكره هو د (فوزي) في  قسم  الجراحة وهو شاب  من مسيحيي الموصل. كان طويلاً  نحيفاً  وقد استلم  واجب ال (دي جيDJ )  لدار الأطباء. حيث  هناك جهاز تسجيل  كبير من من  النوع  القديم الذي  تضع فيه بكرتان إ

2-15 البحراني ..ذلك الاستاذ الرائع

صورة
  2-15 البحراني ..ذلك الاستاذ الرائع ا د سامي سلمان كل من يقرأ هذا سوف يفكر إن كان المقصود الاستاذ الشهير(زهير البحراني) او شقيقه الاستاذ الشهير (احسان البحراني) وكلاهما استاذان رائعان, وكان لهما الفضل علينا جميعاً عندما كنا طلاباً في كلية الطب جامعة بغداد, رحمهما الله. ولكني اقصد بحراني آخر, إنه استشاري امراض الاطفال (محمود البحراني) اطال الله في عمره. (محمود البحراني) كان يعمل طبيباً استشارياً في طب الأطفال في مستشفى (الكرامة) في جانب الكرخ عند محلّة (الدوريين). التحقت بالدوام عنده  في اثناء الاقامة الدورية, كان ذلك في ربيع عام 1974 وانا اخترت (طب الاطفال) بديلاً عن التدريب في (النسائية والتوليد)والتي داومت بها اسبوعين فقط شعرت بأنها لا تنسجم ابداً مع طموحاتي. (محمود البحراني) لم يكن يعمل في الجامعة او كلية طب فهو على ملاك وزارة الصحة ولم يحمل لقباً تدريسياً,فلم يكن استاذاً أو استاذاً مساعداً. ولكني عندما داومت في الاقامة الدورية عنده رأيت فيه افضل تدريسي على الاطلاق.  كان يصرف الساعات الطوال في أثناء الجولة الصباحية على المرضى يعلمنا فيها دقائق وأسرار علم طب الاطفال.لم يكن يبخل علين

2-14 ما أحلى النصر بعون الله

صورة
2-14 ما أحلى النصر بعون الله          زميلي (جواد).  كان انساناً متميزاً ومن نوعية خاصة من البشر,  محبوباُ طيبا الى ابعد حدود الطيبة،  لكن هذا الانسان اللطيف يمكن أن يتحول إلى إنسان عنيف  إذا أزعجه أحدهم!. وكنت اسمع عنه بعض الأخبار عندما كنا طلبة في الكلية,  وكيف أنه يدخل في مشاجرات (عرٌاك) ولا يتوانى بضرب من يخالفه الرأي أو يستفزه، رغم انه متوسط الحجم والطول. كان فكّه الاسفل بارزاً قليلاً و ذا حواجب كثيفة وشارب كثّ..              ورغم انه زميلي وابن دورتي إلا ان معرفتي به عن قرب كانت في ربيع 1974 في اخر ثلاثة اشهر من الاقامة الدورية في مستشفى الكرامة. فبعد أن تم نقلي من (مدينة الطب) بعد قيامي بدور قيادّي في إضراب المقيمين الدوريين فيها,  تم اصدار امر مباشرتي في مستشفى (الكرامة) ضمن قسم (النسائية والتوليد).  هناك وجدت (جواد) قد باشر في ذلك القسم في نفس ذلك اليوم. خلال إسبوعين اقنعني (جواد) ان إختصاص (النسائية والتوليد) ليس لنا فيه (ناقة ولا جمل)!. هو ليس ما نصبو إليه، وليس مانحّب أن نستمر بالعمل فيه خلال الأشهر الثمينة المتبقية.  وتولدت لدينا  قناعة بأن الأسبوعين الأوليين لنا في هذا

2-13 الإسعاف الفوري

صورة
2-13 الإسعاف الفوري خفاراتنا الليلية والتي تمتد من أول الليل وحتى الصباح في (الوحدة الباطنية الخامسة) كانت من ثلاثة أنواع : (خفر ردهة) وفيها نبقى على أهبة الإستعداد لكل الحالات الطارئة  التي تحصل للمرضى الثلاثين أو الأربعين الراقدين (والراقدات) في الطابق الثامن, وكان ذلك يعني الحرمان من النوم طوال الليل في كثير من الأحيان.. الخفارة الليلية الاخرى كانت (خفارة العيادة الخارجية) وتكون في مبنى (المستشفى الجمهوري القديم) وهي (واجهة الصد الاولى) و لقاءنا الأول مع المرضى المراجعين  لمستشفانا.  ويكون الطبيب فيها مسؤولاً عن التمييز الأولي بين المرضى ذوي الحالات البسيطة و المتمارضين والذين يمكنه التعامل معهم وعلاجهم بما يتوفر له من أدوية  في صيدليته الخافرة (ِِAPC وحبوب سلفا ومست كارمنتف).. أو مرضى الحالات  الأكثر حرجاً وشدّة والمحتاجة لعناية  دقيقة أو مراقبة لبضع ساعات ورقود مؤقت على أسرّة, وهؤلاء يقوم طبيب العيادة الخارجية بتزويدهم بقصاصة ورق يشرح فيها السبب الداعي لإحالتهم الى (الإسعاف الفوري).. الخفارة الليلية الثالثة كانت (خفارة الإسعاف الفوري)  (تم تغيير اسمه في السنين