المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠٢٠

19- قف!..سر الليل؟

صورة
هذه المدونة تحكي عن فترة خدمتي الالزامية في الجيش (1974-1976) حيث تم منحي رتبة ملازم مجند احتياط في الحرب التي دارت في شمال العراق بين الجيش العراقي من جهة وبين المقاتلين الذين كانت تسميتهم الرسمية (العصاة) (المتمردين الاكراد) وتساندهم القوات الايرانية.   19- قف!.. سر الليل؟  أ.د.  سامي سلمان        أحد أكثر الضباط إزعاجاً وكنت انا والآمر نمقته بشدّة كان (ضابط التوجيه المعنوي), وهو (بعثي)  (برتبة ملازم), ورغم رتبته الصغيرة التي تشابه رتبتي, الا إنه كان يتصرف بعنجهية وغرور, ويحاول أن يملي ارادته على (آمر اللواء)- وهو  المستقل-, الذي كان يحير في أمره فهو لايعرف بأي أسلوب يتعامل  مع هذا الشخص وكيفية التصرف مع إبتزاز التهديد بإبلاغ (المكتب العسكري) او (تنظيم الحزب)!. ولو كان (ضابط التوجيه) هذا يفهم فعلاً في الحزب وأدبياته لكنا رضينا بذلك, ولكننا لم نر فيه إلاّ شخصاً متملقاُ متزلفاً لايفقه في الحياة شيئاً ولا يفقه حتى في امور الحزب الذي ينتمى اليه!.. كان يظهر فجأة أمام الآمر بين الحين والآخر بينما كنت في جلساتي الطويلة الثقافية مع الآمر, ثم يبدي ملاحظاته الساذجة وأحياناً السخيفة التي تمليها

18- مروى الخيل

صورة
هذه المدونة تحكي عن فترة خدمتي الالزامية في الجيش (1974-1976) حيث تم منحي رتبة ملازم مجند احتياط في الحرب التي دارت في شمال العراق بين الجيش العراقي من جهة وبين المقاتلين الذين كانت تسميتهم الرسمية (العصاة) (المتمردين الاكراد) وتساندهم القوات الايرانية.  18- مروى الخيل!   أ.د.  سامي سلمان         كما كنت اتوقع بالضبط… فبسبب الفتور الذي حصل بيني وبين صديقي القديم آمر وحدة الميدان الطبية, بسبب كوني قد انزويت عن (جلسات الانس) ولم ارتضي لنفسي أن اكون نديمه في جلسات الخمر اليومية, وخصوصاً عندما لم يكن هناك غيري في (وحدة الميدان الطبية) ليؤانسه في تلك الليالي الطويلة, فقد حدث ما كنت أتوقع, إذ أرسلني في أول فرصة لمفرزة طبية تم تكليف وحدتنا بها!      حزمت متاعي القليل وانطلقت فجراً.. الى (كومي سبان) حيث مقر اللواء إحتياط (١٠٢), هذا اللواء له سيطرة عسكرية على الشارع العام الواصل بين (أربيل) و(السليمانية) عبر جبل (هيبت سلطان), وبذا فهو البوابة الجنوب-شرقية لمواقعنا في (أربيل)..         عرفت فيما بعد ان (كومي سبان) تعني (مكان ارتواء الخيل- مروى الخيل), مفرزتي هذه كان لها طعم جديد, فنظراً لكو

17- إستجمام في (أربيل)

صورة
  هذه  المدونة تحكي عن فترة خدمتي  الالزامية في الجيش (1974-1976) حيث تم منحي رتبة ملازم مجند احتياط في الحرب التي دارت في شمال العراق بين الجيش العراقي من جهة وبين المقاتلين الذين كانت تسميتهم الرسمية (العصاة)  (المتمردين الاكراد)  وتساندهم القوات الايرانية.  17-إستجمام في (أربيل)  أ.د.  سامي سلمان بعد (إتفاقية آذار) توقف القتال تماماً وعاد الهدوء الكامل على الجبهة, وكانت عودتي الى مقر (وحدة الميدان الطبية الخامسة) والذي يشغل مبنىً كبيراً قريباً من (مستشفى أربيل العسكري).     مرت الايام مريحة في أربيل كنت أكلف بواجب (ضابط خفر) وحدة الميدان لمدة أربع وعشرين ساعة كل ثلاثة أو أربعة أيام، كان مؤشر إنني (خفر) في ذلك اليوم هو أن أحمل الى جانبي المسدس ال(توكاريف) الروسي الذي استلمه من زميلي ضابط خفر الليلة السابقة,  في الصباح وقبل تناول الفطور! كان مسدساً ربما يزيد وزنه (مع عتاده) على الخمسة كيلوغرامات!، اقوم بتعليقه على (نطاق) بدلتي العسكرية الى جانب بنطالي إيذاناً بكوني الضابط الخفر لذلك اليوم, وكنا أحياناً نحاول أن نخبأ انفسنا لأطول فترة ممكنة لتجنب إستلام ذلك المسدس الثقيل, وب

16- زوبع

صورة
هذه  المدونة تحكي عن فترة خدمتي  الالزامية في الجيش (1974-1976) حيث تم منحي رتبة ملازم مجند احتياط في الحرب التي دارت في شمال العراق بين الجيش العراقي من جهة وبين المقاتلين الذين كانت تسميتهم الرسمية (العصاة) (المتمردين الاكراد)  وتساندهم القوات الايرانية.  16- زوبع  أ.د.  سامي سلمان       أحد الأشخاص ال(كريهين) في هذا الفوج الرائع (ف2ل5), كان    إسمه (حازم) برتبة (ملازم).. كان ضابط (التوجيه المعنوي), والذي يعني إنه ال(حزبي) الذي عليه كتابة التقارير عن تحركات كل ضابط وجندي في الفوج, حيث تصله الأخبار من خلال شبكة من ال(حزبيين) من المراتب الذين يجتمع بهم دورياً. لم تكن له إي ثقافة حقيقية أو قدرة على التحاور, كما كان الضباط يخشون ضرره.. فيجاملونه بدون تملق.         ولحسن حظ الجميع, يبدو إن (م حازم) قد بدأ يشعر بالضجر في مكاننا الجديد, فتعرف على بعض الضباط من وحدة عسكرية قد خيمّت قريباً منا.. وبدأ بممارسة مثيرة بالنسبة له.. تلك هي (لعب القمار) (البوكر) بمقامرة حقيقية بمقابل مبالغ نقدية.. فكان يتسلل بعد العشاء الى إحدى الخيام في الفوج القريب, حيث تنصب طاولة البوكر ويبدأ اللعب حتى الفجر أحي

15 - إتفاقية الجزائر

صورة
          هذه  المدونة تحكي عن فترة خدمتي  الالزامية في الجيش (1974-1976) حيث تم منحي رتبة ملازم مجند احتياط في الحرب التي دارت في شمال العراق بين الجيش العراقي من جهة وبين المقاتلين الذين كانت تسميتهم الرسمية (العصاة)  (المتمردين الاكراد)  وتساندهم القوات الايرانية.  15 - إتفاقية الجزائر   أ.د.  سامي سلمان       صباح يوم 6 آذار 1975 بدأ كباقي الصباحات فوق قمة جبل زوزك.. تناولنا طعام الفطورالرائع في (ف2 ل5) ذلك الفطور ال(خمس نجوم)..الحافل بأنواع اللحوم! وجلسنا للتحدث.. ثم فجأة وردت أنباء مثيرة هزت مقر الفوج وكدنا نرقص لها فرحاٌ.. تلك هي أنباء ألاتفاقية التي وقعت في الجزائر تحت رعاية الرئيس الجزائري (هواري بومدين) بين (صدام حسين) (نائب رئيس الجمهورية آنذاك) و(شاه إيران) (محمد رضا بهلوي).. وكان اتفاقاً شاملاً حول ترسيم الحدود وشط العرب, وفي نفس ذلك اليوم وصلت أوامر ال(شاه) إلى الجيش الإيراني.. بسحب كل القوات الإيرانية ومعظمها من المدفعية الثقيلة من كامل شمال العراق, وكذلك سحب كل الدعم اللوجستي عن (العصاة).. وبدأت تصلنا انباء إنهيار (التمرّد) تماماً... وفي يوم واحد توقف كل شئ, أكتسحت ال

14- جولة على (تاتان)

صورة
هذه  المدونة تحكي عن فترة خدمتي  الالزامية في الجيش (1974-1976) حيث تم منحي رتبة ملازم مجند احتياط في الحرب التي دارت في شمال العراق بين الجيش العراقي من جهة وبين المقاتلين الذين كانت تسميتهم الرسمية (العصاة)  (المتمردين الاكراد)  وتساندهم القوات الايرانية.  14- جولة على (تاتان) ا د سامي سلمان الصفحة التالية –على خلاف المعتاد- لم أكتبها أنا, فهي قد ارسلها لي زميلي الطبيب المختص بفحص وظائف القلب د(حارث بلال).    د حارث كان زميلي في الإعدادية في (كلية بغداد) 1962-1967 ثم في (كلية الطب جامعة بغداد) 1967-1973 وبعد خدمة الإقامة الدورية تم تسويقه معي للخدمة العسكرية في مدرسة الطبابة العسكرية في معسكر الرشيد ثم تم زجه في حرب شمال العراق عام 1974. ارسل لي ما كتبه عن ذكرياته في الخدمة في حرب الشمال بين الجيش العراقي و(العصاة) ألاكراد تسندهم (القوات الإيرانية), ووجدت الأنسب أن أفرد لها صفحة كاملة لوحدها.. لأنها تستحق ذلك أرجو أن تروق لكم. في أحد الايام أخبرني (الآمر) أنه سيقوم بجولة تفتيشية على سرايا فوجنا على قمة جبل تاتان وظهر السمكة، وهم على خط النار. "قال لي: "إذا تريد تعال معي ول

13- سنة جديدة سعيدة في أعالي جبل (تاتان)

صورة
  تــنــويــه:  الصفحة التالية –على خلاف المعتاد- لم أكتبها أنا, فهي قد ارسلها لي زميلي الطبيب المختص بفحص وضائف القلب د(حارث بلال).  (د حارث) كان زميلي في الإعدادية في (كلية بغداد) 1962-1967 ثم في (كلية الطب جامعة بغداد) 1967-1973 وبعد خدمة الإقامة الدورية تم تسويقه معي للخدمة العسكرية في مدرسة الطبابة العسكرية في معسكر الرشيد ثم تم زجه في حرب شمال العراق عام 1974. ارسل لي ما كتبه عن ذكرياته في الخدمة في الشمال وهي الحرب التي استمرت خمسة سنوات بين الجيش العراقي و(العصاة) ألاكراد  تدعمهم وبكل ثقلها قوات (شاه إيران), ووجدت الانسب ان افرد لها صفحة كاملة لوحدها.. لأنها تستحق ذلك, أرجو أن تروق لكم. ملاحظة ثانية: حاولت أن اترك النص كما أرسله أخي د حارث دون الكثير من التصحيح, وذلك حفاظاً على أمانة النص. 13- سنة جديدة سعيدة في أعالي جبل (تاتان) اد سامي سلمان 31/ 12/ 1974           بعد عدة ايام لوجودي في مفرزتي الطبية المتجحفلة في  مقر الفوج  (ف2ل3 فق8) وفي يوم 31 /12 /1974  استيقظت الساعة السابعة والنصف صباحا والقصف المدفعي مستمر علينا بمعدل قنبلة كل خمس دقائق (مدفعية شاه ايران، صاحب خامس أ