المشاركات

نقد كتاب (اوتوستوب)

صورة
        ب ناء على طلب بعض الأخوان اعيد نشر النقد الأدبي قام به مشكوراً الكاتب (حمدي العطار) لكتابي (اوتوستوب) والذي نشره في جريدة الحقيقة بتأريخ 18 /11 /2022.. "أوتوستوب " الكتاب الحاصل على جائزة مسابقة الساعاتي لأدب الرحلات لعام 2021. د. سامي سلمان يوقف الزمن رغم التطورات بإشارة تعني (أوتوستوب) بغداد – حمدي العطار الرحالة سامي سلمان عندما قام برحلته المثيرة الى أوروبا وشمال أفريقيا عام 1969 كان طالباً في كلية الطب المرحلة الثانية لم يتجاوز عمره 19 عاما! وقد يثير هذا الكتاب الذي ألفه تساؤل ، متى كتب هذه المذكرات؟ فإذا كتبها وهو في ذلك العمر فالأمر لا يستقيم مع خبرة الكاتب الواسعة في مجال السياسة وتحليل الأحداث ووصف الشخصيات والأمكنة التي ظهرت في ثنايا هذا الكتاب! وإذا خزنها في ذاكرته لمدة خمسين عاما وكتبها الان فالذاكرة لا يمكن أن تخزن كل هذه التفاصيل والأسماء والأحداث, فالنسيان يخفي كل التفاصيل – احيانا- وتحدث فجوات في استرجاع الماضي! المرجح ان الرحالة كان يسجل ملاحظات في دفتر مذكراته إلى أن امتلك ناصية التعبير الأدبي فقدم لنا صياغة حديثة ونهائية بأسلوب ناضج

رعب في بغداد.. وجلسات سمر

صورة
  من دفتر مذكراتي عن بداية حياتي الطبية خلال المدة الأولى من تخرجي وتعييني (طبيب دوري) في (مستشفى الحميّات) صيف عام 1973. وهي احدى صفحات كتابي (حكايات الزمان-سيرة طبيب متخرج حديثاً) الذي في النية نشره في الأشهر القادمة ان شاء الله... رعب .. وجلسات سمر مر العراق في صيف عام 1973 بأحداث خطيرة. فبعد مدة من مباشرتنا مهام عملنا في (مستشفى الحميات) دخَلتَ بغداد كلها في حالة من الفزع و الرعب الجماعي والهستريا العامة بسبب ذلك السفّاح الطليق (أبو طبر), وتممكنه بسرعة من تنفيذ جرائمه البشعة في أحياء عدة من بغداد, التي ارعبت العوائل العراقية وقضت مضاجعهم, ومما زاد الأمر سوءاً ان وسائل الاعلام العراقية (عمداً أو غباءً), صورت السفاح وكأنه يمتلك قدرات خارقة على اقتحام البيوت و تسلق أسوارها وقتل أصحابها بطرق وحشّية لم يسبق لها مثيل, وأسموه (ابو طبر) فهو يقتل باستعمال (الطبر- البلطة). وأصيبت بغداد بحالة من الرعب والهلع قضّت مضاجع أهلها وصار الأهالي في جميع محلات بغداد يتناوبون على الخفارات دون أن يناموا طوال الليل, خوفاً من تسلل ذلك السفّاح!. وأعلنت الحكومة إيقاف الطيران من وإلى بغداد

إخدم نفسك.. بنفسك

صورة
  من دفتر مذكراتي عن بداية حياتي الطبية خلال الأيام الاولى من تخرجي وتعييني (كطبيب دوري) في (مستشفى الحميات) صيف عام 1973 .. (هي احدى صفحات كتابي (حكايات الزمان-سيرة طبيب متخرج حديثًا) الذي في النية نشره في ألاشهر القادمة.. إخدم نفسك.. بنفسك حين أضع نفسي في مقارنة مع زميلي المقيم الدوري الآخر (م) اجدني أختلف كثيراً عنه, منها ما يتعلق بحبي وإخلاصي لمهنتي..أحسها تجري في عروقي مجرى الدم... وامارسها بإخلاص وشغف لا حدود لهما, فأنا أهتم بمرضاي كأنهم أهلي وخاصتي.. ربما كنت أختلف عن الكثيرين من زملاء المهنة في شدة تعلقي ورغبتي في الإبداع وتعلم كل ماله علاقة بتلك المهنة.. على سبيل المثال أنا لا أقوم بالتوقيع على (شهادة وفاة) مريض, (وكان يتوفى واحداً أو إثنان كل يوم!), إلاّ بعد أن أذهب و أعاينه بنفسي, وأقوم بكل الإجراءات الرسمية للتأكد من وفاته, حتى إن اقتضى ذلك مغادرة دفء ومتعة فراشي في الثانية بعد منتصف الليل أو الثالثة صباحاً و أنا غارق في عز نومي بعد نهار متعب. أما زميلي فكان يضع توقيعه على استمارة (شهادة الوفاة) (التي تكون الممرضة الخفر قد ملأت جميع خاناتها), وهو مستلقٍ في فراشه دون أن ي

عندما لعنت حظي

صورة
  من دفتر مذكراتي عن بداية حياتي الطبية خلال الأيام الاولى من تخرجي وتعييني (كطبيب دوري) في (مستشفى الحميات) صيف عام 1973 .. (هي احدى صفحات كتابي (حكايات الزمان-سيرة طبيب متخرج حديثًا) الذي في النية نشره في ألاشهر القادمة.. عندما لعنت حظي!.. 17 /8 / 1973 البارحة التقيت برجل من سكنه (ابوغريب) يرتدي العقال والعباءة.. ملابس عربية انيقة ويبدو عليه اليسر والغنى.. جلب ابنته المصابة ب(اشتباه الإصابة بمرض الخنّاق).. ومن الحشرجة الذي تصدرها من حنجرتها بصعوبة بالغة أدركت مدى صعوبة التنفس عند الطفلة وأدركت فوراً أن الطفلة يلزمها أجراء عملية جراحية وإجراء فتحة صغيرة في القصبة الهوائية كي تتنفس من خلالها... وعلى الفور اتصلت بـ(المستشفى الجمهوري- شعبة الأنف والأذن والحنجرة-) واتفقت مع الجراح الخافر على إجراء العملية.. طلبت سائق الإسعاف الذي يعمل في مستشفانا.. والذي نبهّني بلطف الى ضرورة الحصول على موافقة الأب قبل ارسال الطفلة لإجراء العملية!.. أوجزت للأب حالة ابنته وأنها يشتبه بكونها مصابة بمرض (الخناق) ويلزم اجراء عملية فتح القصبة الهوائية لها فوراً.. وانها ان لم تجرى لها الع
صورة
  من دفتر مذكراتي عن بداية حياتي الطبية خلال الأيام الاولى من تخرجي وتعييني (كطبيب دوري) في (مستشفى الحميات) صيف عام 1973 .. (هي احدى صفحات كتابي (حكايات الزمان-سيرة طبيب متخرج حديثًا) الذي في النية نشره في ألاشهر القادمة.. ذرفت عيوني دمعاً    12 /8 /1973        الساعة الآن الثانية عشرة والربع ظهراً , وأنا في أول يوم خفارة استلمها بعد تخرجي من الكلية الطبية , مشت الامور على مايرام , أدخلت مرضى مصابين بالخناق و السحايا والتهاب الكبد , وقمت بمعالجة المرضى , ولأول مرة كتبت شهادة وفاة لمريض كان راقداً في هذا المستشفى قبل التحاقي فيه .  تعرفت اليوم على معظم العاملين في المستشفى من أطباء وممرضات وممرضين , جميعهم لطيفين جداً وأحببت تعاملهم معي .. احياناً أشعر أنه لربما كان حسن الحظ هو ما جاء بي هنا , عندئذ تنطبق على قوله تعالى " وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ", فكل شيء هنا يسير بهدوء بدون التوتر و الضوضاء والصخب الموجود في بقية المستشفيات , والكل هنا متعاونين معي .. ودعت اليوم الزملاء ( شليمون صليوه - خريج الموصل وعلي المشهداني وهشام أحمد خريجي بغداد والثلاثة هم من الدورة التي